حكم قراقوش .. و واقعنا المعاصر
قصة من احدي الكتب القديمة ..
شعر رجل من ابناء القاهرة بحركة غريبة في بيته في اثناء الليل , فنهض من نومه يتبين الامر , ففوجيء بلص يجمع متاع الدار ليفر به , ولما احس اللص ان صاحب الدار تنبه لوجوده اسرع فتعلق بالنافذة لينجو بنفسة , و لكن النافذة لم تحتمل ثقله .. فانخلعت من الحائط و سقط اللص علي الارض فكسرت ساقه .
و اصبح الصباح , فتحامل اللص علي نفسه و توجه الي قراقوش .. و قص علية قصته .. و توجع مما اصابة و قال : ان صاحب الدار قد تسبب في كسر ساقى , و بهذا عطل جهدى في السعى للحياة ! و ارسل قراقوش في طلب صاحب الدار و قال له : لقد جنيت علي اللص جناية لا تغتفر , فتسببت في كسر ساقه , لانك لم تحكم وضع النافذة في الحائط .. ولابد من عقابك !
قال صاحب الدار : و لكن يا مولاى لست المسئول عن احكام النافذة و انما هو النجار الذى تولى صنعها و تركيبها ..
قال قراقوش : اذن احضروا النجار .. فهو المسئول عن هذة الجناية النكراء ..
و جاءوا بالنجار فقال : وما شأنى في هذا يا مولاى . ان النافذة لم تكسر و لكنها انخلعت من الحائط فالمسئول هو البناء , لانة لم يحكم صنع الحائط حتي تكون النافذة محكمة في وضعها ..
قال قراقوش : هذا صحيح ولابد من عقاب البناء , فاحضروه ليلقى جزاءه !
وحضر البناء وقال : صحيح يامولاى .. ان الحائط لم يكن قويا محكما و لكنة ليس ذنبى انما هو ذنب صباغ ماهر نشر فوق السطح المجاور ملابس داخلية للنساء .. مصبوغة بأزهي الالوان .. فطارت بلبى و شتت عقلى ! و انصرفت افكارى عن احكام البناء و المسئول هو الصباغ ..
و صاح قراقوش : اذن فأمسكوا بالصباغ المجرم و اشنقوه علي باب دكانه ..
و ذهب رجال قراقوش و امسكو بالصباغ و علقوا الحبل في باب الدكان و لكنهم لما وضعوا عنقه في الحبل ليشنقوه تبين ان الرجل طويل فلم ترتفع قدمه عن الارض ..
و احتاروا ماذا يصنعون فعادوا الي قراقوش و قالوا : انهم لا يستطعون شنق الرجل علي باب دكانه لانه اطول من الباب بكثير !
فصاح فيهم قراقوش قائلا : يالكم من اغبياء لا تفهمون اذهبوا و امسكوا باي رجل قصير و اشنقوه !
و صدع الاغبياء بامر قراقوش و انتظروا علي باب الدكان حتي مر بهم رجل قصير .. فأمسكوا به و شنقوه .. !
------
تعليق علي القصة: قد تكون هزلية في الظاهر ولكنها واقعية المحتوي تبين لنا ان نظام الحكم لم يختلف كثيرا قديما عن حديثا فهي هي الطرق نفس الاسباب التي دائما يجدها القائمين علي الحكم علي مر عصور مصر وهكذا دائما فمثلا قطار الصعيد الذى احترق عن اخره كان السبب ان الركاب لا يعرفون كيف يركبون القطارات و العبارة التي غرقت كان السبب غفير المزلقان و يحاكم تجار القمح علي ارتفاع اسعار الحديد ... لا اريد ان اسرد في هذا فالامثلة كثيرة جدا و قراقوش لا ينتهي قط و اللهم ارحمنا و ارحم الرجل القصير
---------------
شعر رجل من ابناء القاهرة بحركة غريبة في بيته في اثناء الليل , فنهض من نومه يتبين الامر , ففوجيء بلص يجمع متاع الدار ليفر به , ولما احس اللص ان صاحب الدار تنبه لوجوده اسرع فتعلق بالنافذة لينجو بنفسة , و لكن النافذة لم تحتمل ثقله .. فانخلعت من الحائط و سقط اللص علي الارض فكسرت ساقه .
و اصبح الصباح , فتحامل اللص علي نفسه و توجه الي قراقوش .. و قص علية قصته .. و توجع مما اصابة و قال : ان صاحب الدار قد تسبب في كسر ساقى , و بهذا عطل جهدى في السعى للحياة ! و ارسل قراقوش في طلب صاحب الدار و قال له : لقد جنيت علي اللص جناية لا تغتفر , فتسببت في كسر ساقه , لانك لم تحكم وضع النافذة في الحائط .. ولابد من عقابك !
قال صاحب الدار : و لكن يا مولاى لست المسئول عن احكام النافذة و انما هو النجار الذى تولى صنعها و تركيبها ..
قال قراقوش : اذن احضروا النجار .. فهو المسئول عن هذة الجناية النكراء ..
و جاءوا بالنجار فقال : وما شأنى في هذا يا مولاى . ان النافذة لم تكسر و لكنها انخلعت من الحائط فالمسئول هو البناء , لانة لم يحكم صنع الحائط حتي تكون النافذة محكمة في وضعها ..
قال قراقوش : هذا صحيح ولابد من عقاب البناء , فاحضروه ليلقى جزاءه !
وحضر البناء وقال : صحيح يامولاى .. ان الحائط لم يكن قويا محكما و لكنة ليس ذنبى انما هو ذنب صباغ ماهر نشر فوق السطح المجاور ملابس داخلية للنساء .. مصبوغة بأزهي الالوان .. فطارت بلبى و شتت عقلى ! و انصرفت افكارى عن احكام البناء و المسئول هو الصباغ ..
و صاح قراقوش : اذن فأمسكوا بالصباغ المجرم و اشنقوه علي باب دكانه ..
و ذهب رجال قراقوش و امسكو بالصباغ و علقوا الحبل في باب الدكان و لكنهم لما وضعوا عنقه في الحبل ليشنقوه تبين ان الرجل طويل فلم ترتفع قدمه عن الارض ..
و احتاروا ماذا يصنعون فعادوا الي قراقوش و قالوا : انهم لا يستطعون شنق الرجل علي باب دكانه لانه اطول من الباب بكثير !
فصاح فيهم قراقوش قائلا : يالكم من اغبياء لا تفهمون اذهبوا و امسكوا باي رجل قصير و اشنقوه !
و صدع الاغبياء بامر قراقوش و انتظروا علي باب الدكان حتي مر بهم رجل قصير .. فأمسكوا به و شنقوه .. !
------
تعليق علي القصة: قد تكون هزلية في الظاهر ولكنها واقعية المحتوي تبين لنا ان نظام الحكم لم يختلف كثيرا قديما عن حديثا فهي هي الطرق نفس الاسباب التي دائما يجدها القائمين علي الحكم علي مر عصور مصر وهكذا دائما فمثلا قطار الصعيد الذى احترق عن اخره كان السبب ان الركاب لا يعرفون كيف يركبون القطارات و العبارة التي غرقت كان السبب غفير المزلقان و يحاكم تجار القمح علي ارتفاع اسعار الحديد ... لا اريد ان اسرد في هذا فالامثلة كثيرة جدا و قراقوش لا ينتهي قط و اللهم ارحمنا و ارحم الرجل القصير
---------------
القصة من العدد 102 من سلسلة كتابك - كانت تصدر من دار المعارف