مساحة رثاء
اليوم هاديء و سلس و يكاد ينتهي علي الرغم من تمكن شعور قوي بداخلي من ان شىء غير طبيعي سيحدث و ان اليوم من بدايته ليس بيوم عادي .. انتهي يوم العمل و حمدت الله مخلصا له الحمد علي تلك النعمة التي لا تلبس الا ان تزول مني مرة اخري في صباح اليوم التالي و تعود الي في المساء فأحمد الله مجددا .. شددت الرحال صوب المنزل و كما هو معتاد فقد عانيت حتي اجد لي مركوب يصل بى الي مبتغاي " المنزل" و كما هو معتاد ايضا فقد ضاق الطريق بنا ذرعا حتي انني لظننت اننا لم نتحرك شبرا واحد من مكاننا و هكذا ظل يجاهد السائق منفردا تارك له مهمة خوض خارطة الطريق فيما حاولت ان اسبل جفناي متلمسا بعض الراحة متناسيا نفير الابواق المتواصل غير المنقطع و عوادم السيارات غير المنقشع . انطلقت اخوض في ممرات خيالي ما بين تذكر حدث مضى او تمني حدث ما قد يكون و ما بين هذا وتلك كان يخطر علي بالي من رباعيات جاهين ما عن الصبر و الملل .. افقت من غمار احلامى التى كنت اغرق في خضم امواجها علي صوت السيارة تقف ليس وقوف الانتظار بل قد ابطل السائق محرك السيارة تماما و كأنة يعلن عن انتهاء الرحلة غير المباركة نظرت حولي ظنا مني اننا قد وصلنا و لكنه ليس المكان المنشود , بالفعل كانت تقاربه و لكنه ليس هو تسائلت مستفهما سر توقفنا فكان الرد مندهشا من السائق و كأنى كنت نائم بالفعل حيث ان الطريق متوقف من ما يقارب الساعة و هو لا يتحرك من دون جدوي فابطل المحرك عسى ان يوفر قطرات من الوقود في ظل غياب الامل من التحرك .. ومع فقداني انا الاخر للامل فقد عزمت علي الترجل تاركا خلفى السائق في غياهب الطريق ... مشيت متلفتا ذات اليمين و ذات الشمال عسى ان اجد سبب مقنع لوقوف الطريق هكذا ثم و بعد خطوات ليست ببعيدة رايت ما كان ..
كان ممددا علي الارض ينازع الانفاس و صاحبه يقف الي جواره يبكي في مرارة لا اقوي علي وصفها ولا اشد الاقلام بلاغة قد تصل الي توصيفها "حتي جوته كما كان يصف آلام فارتر الذى كان من روعة قلمه ما جعلني ابكى" .. لم تكن مصادمة او حادثة بل هو السر الالهي الذى لا يعرف احد له ميعاد ولا مكان فقط حينما تحين اللحظة يتوقف كل شىء فلا الزمان زمان كما نعلمه ولا المكان مكان عندما النظر كل شىء فى لحظة يتبدل و تنجلى رؤية غير الرؤيا هكذا كل شىء ببساطة و في لا وقت .. كان ممدا علي الارض و صاحبة يحاول ان ينزع عنه تلك الاربطة بينه و بين العربة التي يجرها "و عذرا لعدم استخدام اللفظ المعتاد بردعه" عسى ان يخفف عنه من وطأة النزع و لم يكن يدري انه لا ينزع عنه هذة الاشياء فقط بل هو في تلك اللحظة بالذات يخلع عنه كل هموم الدنيا و كل الشقاء الذى كان يعيش فيه دونما كلل او ملل او شكوي و دون ان يقف لحظة واحدة في وجه صاحبه معلن اي تذمر من هذة العيشة لعلمه التام انه يقاسمة اياها بكل مرها و بكل شقائها .. حاول الرجل دون جدوي ان يخفف عن صاحبه و لكن من علي وجه هذة البسيطة يمكنة هذا ففي هذة اللحظات يكون صاحب اللحظه "علي اختلاف الانواع " في عهدة عالم غير عالمنا .. اخذت حركات الحمار تخفت و اصبحت الزفرات متباعدة و ما هي الا ثواني معدودات و نصب عيناه صوب صاحبة لحظات طوال كأنة يعتذر اليه علي ضرورة الفراق في تلك الساعة و هو علي تمام العلم كيف كان يعتمد عليه في الكد .. نظر اليه طويلا ثم جال بينه و بين السماء و اسبل عينيه في سلام و هدوء و دعة معلنا انه قد اتخذ مقعده في مركب رع الي الرحلة الابدية دون عودة
--
ليس خيال كتابة بل حدث بالفعل - رأيته من بضعة سنين و تعلق المشهد بذهني , و تذكري له باستمرار ما جعلني اخط هذة الجمل باجلال و إكبار لهذا الكائن الذى احترمه كثيرا ليس الموضوع هزل و ليت كل الناس قد سمعت حديث الشيخ الشعراوي و هو يعدد في محاسن صفات هذا المتحمل او كيف اتخذ منه توفيق الحكيم صديقا في حماري قال لي او في حمار الحكيم و قد كتب له اهداء في مطلع الرواية و قد ذكرنا بحمار الحكيم توما الذى طلب ان ينصف من الزمان ... و بعيد عن هذا وفي ذكرى حمارنا المنكوب و صاحبة المكروب لا ادري بصراحة ايهما يستحق الرثاء اكثر الرجل ام الحمار فكلاهما له مصيبته
كان ممددا علي الارض ينازع الانفاس و صاحبه يقف الي جواره يبكي في مرارة لا اقوي علي وصفها ولا اشد الاقلام بلاغة قد تصل الي توصيفها "حتي جوته كما كان يصف آلام فارتر الذى كان من روعة قلمه ما جعلني ابكى" .. لم تكن مصادمة او حادثة بل هو السر الالهي الذى لا يعرف احد له ميعاد ولا مكان فقط حينما تحين اللحظة يتوقف كل شىء فلا الزمان زمان كما نعلمه ولا المكان مكان عندما النظر كل شىء فى لحظة يتبدل و تنجلى رؤية غير الرؤيا هكذا كل شىء ببساطة و في لا وقت .. كان ممدا علي الارض و صاحبة يحاول ان ينزع عنه تلك الاربطة بينه و بين العربة التي يجرها "و عذرا لعدم استخدام اللفظ المعتاد بردعه" عسى ان يخفف عنه من وطأة النزع و لم يكن يدري انه لا ينزع عنه هذة الاشياء فقط بل هو في تلك اللحظة بالذات يخلع عنه كل هموم الدنيا و كل الشقاء الذى كان يعيش فيه دونما كلل او ملل او شكوي و دون ان يقف لحظة واحدة في وجه صاحبه معلن اي تذمر من هذة العيشة لعلمه التام انه يقاسمة اياها بكل مرها و بكل شقائها .. حاول الرجل دون جدوي ان يخفف عن صاحبه و لكن من علي وجه هذة البسيطة يمكنة هذا ففي هذة اللحظات يكون صاحب اللحظه "علي اختلاف الانواع " في عهدة عالم غير عالمنا .. اخذت حركات الحمار تخفت و اصبحت الزفرات متباعدة و ما هي الا ثواني معدودات و نصب عيناه صوب صاحبة لحظات طوال كأنة يعتذر اليه علي ضرورة الفراق في تلك الساعة و هو علي تمام العلم كيف كان يعتمد عليه في الكد .. نظر اليه طويلا ثم جال بينه و بين السماء و اسبل عينيه في سلام و هدوء و دعة معلنا انه قد اتخذ مقعده في مركب رع الي الرحلة الابدية دون عودة
--
ليس خيال كتابة بل حدث بالفعل - رأيته من بضعة سنين و تعلق المشهد بذهني , و تذكري له باستمرار ما جعلني اخط هذة الجمل باجلال و إكبار لهذا الكائن الذى احترمه كثيرا ليس الموضوع هزل و ليت كل الناس قد سمعت حديث الشيخ الشعراوي و هو يعدد في محاسن صفات هذا المتحمل او كيف اتخذ منه توفيق الحكيم صديقا في حماري قال لي او في حمار الحكيم و قد كتب له اهداء في مطلع الرواية و قد ذكرنا بحمار الحكيم توما الذى طلب ان ينصف من الزمان ... و بعيد عن هذا وفي ذكرى حمارنا المنكوب و صاحبة المكروب لا ادري بصراحة ايهما يستحق الرثاء اكثر الرجل ام الحمار فكلاهما له مصيبته
احمد المليجي
1 comments:
فعلا شئ مؤلم..
بس استمتعت بجد بالقراءة
أشكرك
نرمين.
Post a Comment